الشباب هم عصب أي أمة لان لديهم من الطاقة والحماس والرؤى والأفكار المختلفة والذي يساهم في بناء المجتمعات، لذلك تعاني أوروبا من الشيخوخة، لقلة عدد الشباب مقابل المسنين، ويواجه الشباب في العالم العربي مشكلات كثيرة، وتعتبر هذه المشكلات من القضايا الحيوية التي تهتم بها المجتمعات، لأن الشباب لديهم الطاقة البشرية والثقافة مما يساعد في نهضة الأمة.
مفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية:
- الاتجاه البيولوجي: وهذا الاتجاه يؤكد الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمريه أو طور من أطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه العضوي الفيزيقي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي والذي يبدأ من سن 15-25، وهناك من يحددها من 13-30.
- الاتجاه السيكلوجي: يرى هذا الاتجاه أن الشباب حالة عمرية تخضع لنمو بيولوجي من جهة، ولثقافة المجتمع من جهة أخرى بدءاً من سن البلوغ، وانتهاء بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع الاجتماعي. وهذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع (الثابت والمتغير).
- الاتجاه السوسيولوجي (الاجتماعي): ينظر هذا الاتجاه للشباب باعتباره حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى أن هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شباباً.
الشباب وقطاع العمل
يتزايد إدراك الشباب السعودي لضرورة الإنخراط في سوق العمل في بلادهم، والمشكلة ان فئة الشباب لا زالت تنظر إلى تخصصات معينة أكثر من تخصصات اخرى حيث أن أكثر قطاع يرغب الشباب في العمل فيه هو تخصص النفط والغاز وتعتبر الأكثر جاذبية للعمل بالنسبة للشباب السعوديين ويميل لها نسبة أكثر من 60% ،فيما يرى 46% أن قطاع البنوك هو الأكثر جاذبية، و31% منهم يودون العمل في القطاع الحكومي و28% في قطاع الرعاية الصحية.
وتعد هذه الأرقام مشجعة لقطاع الرعاية الصحية والبنوك والطيران، حيث ينبغي على المؤسسات الخاصة وشبه الحكومية المساهمة في زيادة التوظيف من أجل تحقيق هدف “رؤية السعودية 2030” بتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%، علما أن ثلثي سكان المملكة تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ومن بين القطاعات التي لدى الشباب السعوديين رغبة أقل بالعمل فيها، فهي السياحة والفنادق. وفي الواقع تواجه جميع الدول الخليجية باستثناء الإمارات صعوبة بجذب مواطنيها للعمل في هذا القطاع، حيث يعتبره الخليجيون غير ملائم لتوظيف المحليين.
دور الشباب في التنمية الاقتصادية
لا يجب إغفال دور الشباب في عملية التنمية الاقتصادية للدولة على وجه العموم، فهم المورد المتجدد للدولة وطاقاتهم المتفجرة هي التي تُساعد على بناء المجتمع السليم الخالي من أيّ أمراض اجتماعيّة، ولا بدَّ للشباب من أن يكون واعيًا تجاه المسؤوليات والآمال المعلقة عليه، وتقع المهمة العظيمة على كاهل المعلمين الذين يبنون العقول يجب عليهم بناء عقول قادرة على التعامل مع معطيات المستقبل حتى يتم بناؤه بشكل سليم.
إنَّ دور الشباب في نهضة الأمة عظيم جليل لا يجب إغفاله أو التغافل عنه، وما نهضت أمة إلا بهمة شبابها وليس المقصود بالشباب فقط الرجال على العكس من ذلك، فالمقصود بالشباب هم النساء والرجال على حدٍّ سواء، فالمرأة هي الجسر القادر على احتمال ضغوطات الحياة المختلفة ومن ثم إيصال الجميع إلى بر الأمان.
دور الشباب في العمل التطوعي
إنَّ تطوع الشباب في ميدان الحياة يُسهم كثيرًا في بناء المستقبل المشرق الذي يرغب به أرباب المجتمع ورؤوسه، وهذا كله يصب في خدمة الوطن، ولا يجب أن يُغفل كذلك دور الشباب التطوعي في نشر الثقافة والتعليم وتبادل الأفكار الخلاقة وصنع المشاريع الصغيرة ومحاولة تضافر الجهود بين بعضها للوصول إلى عمل لائق بديع، وإن كان ذلك كله يصب في مصلحة العامة، لكن لا يُمكن التغافل أبدًا عن أنَّ ذلك من شأنه أن يرفع سوية الفرد ويصقل مهاراته الشخصية ويعلمه الاعتماد على ذاته وخلق جوّ من التعاون والإحساس بالمسؤولية الكبيرة تجاه الوطن بأكمله وتجاه المجتمع وتجاه الفرد الواحد.
تطوير الذكاء الاجتماعي
تُساهم العلاقات الاجتماعية الجيّدة وقدرة الإنسان على التواصل في تحقيق السعادة والنجاح، لذا يُعدّ العمل على تحسين مهارات الذكاء الاجتماعي ضرورياً، وفيما يلي أهمّ الطرق التي يُمكن اتّباعها لتطوير مهارات الذكاء الاجتماعي:
- الوعي العاطفي: فإذا كان الشخص يبحث عن تطوير ذكاءه الاجتماعي عليه البدء بالوعي بحالته العاطفية وادراك العلامات الجسدية التي تظهر عليه اذ انتابته العاطفة
- وضع الشخص نفسه مكان الآخرين: يجب على الشخص أن يضع نفسه مكان الآخرين؛ لإدراك الصعوبات، والقيود، والرغبات
- الدبلوماسيّة في التعامل: ذلك لأنّ الأشخاص في أي جهاز اجتماعي سواءً شركة، أو مؤسسة، أو مناسبة يرتبطون معاً ضمن تسلسلٍ هرميّ يُحدد علاقة كل شخص بهذا الجهاز، لذلك من الضروريّ معرفة طبيعة تلك الروابط؛ لكي يضبط الشخص ردوده ويتصرف بحكمةٍ ووعي
- القدرة على تحليل لغة الجسد: لا يستطيع الشخص توثيق علاقاته مع الآخرين دون فهم حقيقة شعورهم، لذلك تُعد القدرة على تحليل لغة الجسد مهمة لفهم مشاعرهم العميقة بدون تواصل لفظي، وتكمن في فهم السلوكات غير اللفظية؛ كتعابير الوجه، والإيماءات، وردود الأفعال.